الجمعة، ٢٥ مايو ٢٠٠٧


تعليقا على مقال أ.إبراهيم عيس الأنفاس المقطوعة
كم أنا أحب مقالات الأستاذ الفاضل ابراهيم عيسى وكم أحترم آراؤه الحرة التي يعبر عنها بصدق وربما أتفق معه أو أختلف فى بعضها ولكن تعليقى على مقاله " الأنفاس المقطوعة " وأنا أرى أنه عمم قاعدة لا يجب أن تعمم وهى ليس هناك أحد صاحب نفس طويل إلا "عمال شركة المنصورة أسبانيا في مدينة المنصورة "
وأنا أسجل اعتراضي على رأيه من عدة أوجه
الوجه الأول
أن عملية الإصلاح عملية شاقة طويلة لا يمكن أن تحسم بين عشية وضحاها والأنفاس القصيرة التي تريد أن تلتقط الثمرة فقط لمجرد موقف فهذا اعتقاد غير صحيح إنها عملية تراكمية تنبت كل يوم موقفا و آخر ، حتى تنضج الثمرة وتكتمل الفكرة ويوجد الاستعداد من أجل إيثار المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ومصلحة الأوطان على مصلحة الأفراد ساعتها يمكن أن يكون هناك عملية إصلاح حقيقية وليس معنى اكتمالها أنها لا توجد "البتة " ربما توجد بنسبة لحين اكتمال عوامل نجاحها فلا يمكن تطبيق قاعدة "ALL Or none" .
الوجه الثانى
أننا جميعا نحيى موقف عمال شركة المنصورة أسبانيا لكن ليسوا هم الوحيدون فأين المفكرون الذين يمتلء قلوب الشباب بمداد أفكارهم والمقام ليس مقام حصر ولا ذكر للأسماء وكلنا يعلم أنهم موجودا فى كل مجال وأنهم يغرسون غرسا طيبا فى بناء المجتمع ، وأين العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ربما كان صوتهم غير مسموعا فى الإعلام لكن أزيزهم فى الصدور يبين ويجلى المواقف ويثبت الأفكار .ثم ها هو موقف القضاة المشرف الذى يزين جبين مصر ليس موقفا مقطوع النفس بل هو موقف ممتد على هامة الزمن فما زال القضاء صخرة صلبة قوية وصمام أمان لمن يلوذ به ، ثم أين الإخوان المسلمين هذه النبتة المباركة التى ما برحت تنفض الكرى عن جفون أفرداها حبا فى أوطانها التى بدأت منذ 1928 ولازالت شجرتها الطيبة تؤتى ثمارها والمقام ليس أيضا مقام ذكر لتفاصيل ولكنها صورة مجملة ترسم ما يدور فى جنبات المجتمع من حراك لابد وأن يؤتى ثماره يوما ما إن شاء الله .
وجه آخر
ثمة شئ لابد أن نذكره هو أن أعمار الأفراد لا تقارن بأعمار الأمم فربما يجتهد الإنسان ليرى غرسا أو يرى ثمرة غير أن عوامل الهدم أقوى من عوامل الإصلاح فالزمن جزء من العلاج وجوانب الإصلاح متعددة وكلها تحتاج لعوامل بناء ضخم تستنفر طاقات الأمة جميعا كما أن عوامل الهدم تسنفذ مصادر الثروة جميعا فكذلك البناء يحتاج وقت طويل .
الأمل
ليس هناك من شئ أخطر من أن نفقد الأمل إنه النور الذى يبدد الظلام والسراج الذى يوقد الطريق وليس شيئا أحب إلى أعداء الأمة من أن يفقد شبابها الأمل فى إصلاحها فينصرفوا إلى أنفسهم وليس لأمتهم وأوطانهم هذه هى البوصلة التى نراهن عليها أننا لن نفقد الأمل ربما لن نرى مصر فى مصاف الدول ونحن أحياء ولكن لابد وأن يراها أبناؤنا أو أحفادنا إن شاء الله وهذا هو الفارق بين من يبذل ثم يريد أن يرى الثمرة ساعتها وبين من يبذل ويعلم ان الشجرة لابد وأن تمتد جذورها فى التربة الصالحة حتى تستقوى بها ويقوى عودها ثم ساعتها تصعب على الاستئصال .
ساعتها فقط لا يهم أن ترى أنت الإصلاح أو أن تكون من صناعه فأنت أنت من أخذ أجره ومثوبته حتى وإن طال الطريق وكما قال الشيخ الغزالى
منى ً فإن تكن حقا تكن أعذب المنى وإلا فقد عشنا بها زمانا رغدا
وتحياتى للأستاذ الفاضل إبراهيم عيسى

ليست هناك تعليقات: