الأحد، ٢٠ مايو ٢٠٠٧

ممارسات تجيب على تساؤلات

عندما ينفصل السلوك عن القول حينئذ تَفقد المصداقية فيما يقال والمثل الشعبى السائد يقول " أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب" وكثيرا ما تطالب الحركات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين بإضاح لأفكار عبرت ممارساتها عنه كثيرا فضلا عن المطالبة بأفكار ليس لها صدى فى أرض الواقع والحديث هنا عن الممارسات الفعلية التى مارستها الجماعه والتى عبرت عن أفكار لازال النظام يطرح تساؤلات حولها .
ممارسات عبرت فى دلالاتها عن مدى تطابق ما يقوله الإخوان مع ما يمارسونه وما ينادون به - ثمة ملاحظة أخرى هى أن ممارسات النظام عكس ما يقوله وما يطنطن به فى وسائل الإعلام صباحا ومساء . فالواقع الإقصائى للنظام الذى لا يجعل من الآخر شريكا سياسيا بل بتعامل معه أنه غريمه أو خصمه جعل السؤال يطرح نفسه عما إذا كان النظام القائم يريد مشاركة حقيقية فاعلة من الأحزاب والكيانات داخل المجتمع أم فقط يريد أن تبقى نداءته حول الإصلاح والتعديل حبرا على ورق .
وهنا طرح لبعض الممارسات للجماعة ذات دلالات قاطعة الثبوت لا نظرية القول فيما يقولون وأول تلك الممارسات هى
ترشيح المرأة للمجالس النيابية
فمن المعلوم أن الإسلام كرم المرأة وأعلى مكانتها وجعلها شريكا فى المجتمع كما قال النبى ( النساء شقائق الرجال) وعندما يقوم الإخوان بترشيح المرأة فى المجالس النيابية على الرغم من علمهم مدى قسوة النظام فى التعامل فى مثل هذه الأمور فهذا يعكس إيمانهم بدور المرأة وأهميته فى المجتمع وتأكيدا على حقوقها فى تحمل المسئولية تجاه الوطن الذى تحيى وتعيش فيه فلا يسأل بعد ذلك عن رأى الإخوان فى عمل المرأة ومدى قبولهم بترشحها فى المجالس النيابية فإن ذلك يكون من السفسطة القائمة على إضاعة الوقت دون طائل . وبدلا من أن تتكاتف الجهود يقف النظام بالمرصاد لمرشحات الإخوان سواء كانت أ - جيهان الحلفاوى فى انتخابات 2000 أو د مكارم فى انتخابات 2005 مما يوضح انفصالا واقعيا ملموسا بين ما يدعيه النظام وما يمارسه !!!.
الديموقراطية والشورى
وهى من النقاط التى كثيرا ما يسأل عنها الإخوان وكان الأولى أن يسأل النظام عن ممارساته لا ادعاءته - فممارساته تجيب عن قناعاته بالديموقراطية والشورى كمقومات من أهم دعائم الإصلاح السياسى وعلى ارغم من ذلك فإن ممارسات الإخوان الداخلية والخارجية تجيب على مدى إيمانهم بالديمقراطية على الرغم من كونهم لا يمثلون سلطة تملك إقصاء حزب أو تقرب آخر وأقصد باللمارسات الداخليه هو البناء الداخلى للجماعه فمعلوم للجميع أن مكتب الإرشاد يكون بالانتخاب وعلى رغم من الملاحقات الأمنية الشديدة والمتتالية إلا أن الجماعة تحرص على انتخاب أعضاء مكتب الإرشاد وهو الأمر الذى يثبت حرص الجماعة على مبدأ الديموقراطية والشورى .وأما عن الممارسات الخاجية التى نراها صباح مساء فإلإخوان قبلوا المشاركة فى جبهة الوحدة الوطنية - وغيرها من الكيانات التى تنم عن قبول الآخر وخاضوا انتخابات عديدة تحت شعار مبدأ المشاركة لا المغالبة .
حماس والنموذج الحى
وها نحن نرى حركة المقاومة الإسلامية حماس كيف جاءت من خلال صناديق الانتخابات وكيف حازت على الأغلبية فى المجلس التشريعى وعلى الرغم من ذلك نرى حرصها على حكومة الوحدة الوطنيه وسعيها الدائم لتوحيد الجهود ولم الشمل وحقن الدم الفلسطينى ولا يستطيع أن يأتى أحد فيقول أن حماس لا تنتمى للإخوان .
المضحك المبكى
وما يضحك فى المشهد هو تساؤل النظام عن مدى قبول الإخوان بتداول السلطة ونسى النظام أنه يحكم منذ 25 عام لم يسأل نفسه هو عن مدى قبوله بما يسأل فالممارسة لا تدع مجالا للسؤال . فدلالة الممارسة تقول أن النظام يحكم بعقلية الرئيس الراحل - ليس فى قاموسنا كلمة الرئيس السابق - ثم تتفتق أذهان النظام عن سؤال خطير يبحث عن إجابة عبقرية ألا وهو مدى إيمان الإخوان بمبدأ المواطنه .ونسى النظام أن السجون والمعتقلات بها 25 ألف معتقل وفقا للتقارير التى تصدر عن المنظمات الدولية لحقوق الإنسان مثل منظمة " هيومان رايتس ووتش" فعلى النظام أن يراجع أولا ممارساته ليجيب على تساؤلاته إن كان حقا يريد الخير لمصر .
أخيرا
إن ما أردت أن أوضحه أن الممارسة تغنى عن القول وهناك ممارسات كثيرة لا مكان لحصرها الآن عبرت عن تطابق القول مع السلوك للإخوان واسال النقابات المهنية ولجنة الإغاثة .. وغيرها تجبك عن ذلك

ليست هناك تعليقات: