الثلاثاء، ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٩

المحاسبة لا الاستقالة


لا يصدق أحد حتى الآن على الأقل صدق استقالة وزير النقل المهندس محمد منصور، والتي جاءت عقب حادث قطارى العياط ، لعل الدافع وراء عدم التصديق هو أن هذه هي المرة الأولي التي يتقدم وزير باستقالته من منصبه والسبب المعلن في الاستقالة " شعور السيد وزير النقل بالمسئولية تجاه ما حدث " والشعور بالمسئولية يعني أمرين أولهما قبل وقوع الحادث وضرورة تهيئة السكك الحديدية في مصر والتي ليست المرة الأولى التي تشاهد فيها مصر مثل هذه الحوادث المروعة، أما الأمر الآخر فهو إذا كان التقصير فيما قبل الحادث قد وقع فإن المحاسبة يجب أن تكون بعد الحادث سيما وأنه ليس الأول ونسأل الله أن يكون الأخير ، ولعل الذاكرة لا زالت حاضرة في حادث قطار الصعيد عام 2002 والذي راح ضحيته حسب أقل التقديرات الرسمية حوالي 475 شخص وحسب التقديرات الأخرى لا تقل عن 1000 شخص .ولم نسمع عن محاسبة مسئول أو استقالة وزير .
وفي أغسطس 2006 وفى أحدث الكوارث فى مسلسل حوادث القطارات اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة متجها إلى القاهرة و الأخر قادم من بنها على نفس الاتجاه مما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين ، واختلفت الإحصاءات عن عدد القتلى فقد ذكر مصدر أمنى أن عدد القتلى بلغ 80 قتيلا و أكثر من 163 مصابا بينما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية: إن 51 لقوا حتفهم.
والسؤال الآن إذا كان الوزير قدم استقالته حقا لم يجبر عليها من قبل رئيس الوزراء الذي يعد مشاركا في تحمل المسئولية بشكل أو بآخر عن الحادث حيث شهدت مصر في عهده كوارث أكثر من أن تحصي أو تعد – هل تقديم الاستقالة يعفي الوزير من المسئولية والمحاسبة ؟ ترى لو أن مديرا لشركة قام بسرقة أموالها أو تسبب في خسائرها وضياع أرباحها ! ثم قدم استقالته هل يعفيه ذلك من مسئوليته أمام مجلس الإدارة ؟
وإذا كان شعور السيد المهندس وزير النقل استيقظ فجأة ! فأين كان شعوره وحوادث الطرق في مصر خلال عام حسب الإحصائيات الرسمية تصل إلى 8 آلآف في عام ، وهي معدلات ربما تفوق معدلات الوفيات في الحروب ؟

الثلاثاء، ٢٠ أكتوبر ٢٠٠٩

تصريحات تثير التساؤلات



- إصرار الرئيس الفلسطيني على المصالحة ! صح النوم
- تهديد حماس بإجراء انتخابات مبكرة إذا لم توقع على ورقة المصالحة ! التزوير هو الحل
- قيادي بالوطني :الرئيس مبارك يحكم حتى آخر نفس ! موت اكلنيكي
- الرئيس أوباما يفوز بجائزة نوبل للسلام ! إنما الأعمال بالنيات
- لا خلافات بين مرشد الإخوان وأعضاء مكتب الإرشاد ! مفيش نار من غير دخان
- عمرو موسي لا يستبعد ترشيح نفسه للرئاسة !دور جديد لعمرو موسي احسن من الجامعه العربيه ؟
- تزوير انتخابات اتحاد الطلاب بالجامعات ! ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
- جمال مبارك لا يفكر في الحكم ! طبعا مبيفكرش يحكم أمريكا لأنه غير منطقي على الأقل حاليا

الأحد، ٤ أكتوبر ٢٠٠٩

"القوة" خيار لا تنازل عنه

موقف إطلاق الأسيرات الفلسطينيات مقابل شريط فيديو مسجل للجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" يطرح سؤالا هاما في مفردات التعامل مع العقلية الإسرائيلية ألا وهو منطق "القوة" فما هي مقوماتك حتى تفرض رأيك على من تفاوض؟ وإذا كان هناك أناس يؤملون حتى الآن في المفاوضات لتحقيق تقدم في الصراع العربي الإسرائيلي فعلى هؤلاء أن يقدموا لعالمهم العربي ما لديهم من أوراق ضغط تمثل "قوة "لإجبار المفاوض الإسرائيلي للرضوخ أو التنازل لمطالب المفاوض الفلسطيني .
المشهد الذي ترسمه الساحة السياسية الآن مشهد تملؤه الدلائل على ضرورة وجود أوراق ضغط أو مصادر قوة حقيقية تمكن من يتفاوض لفرض خياراته وليس الرضوخ لأوامر الآخر فالجندي الإسرائيلي الذي أسرته حماس منذ ما يربوا على الثلاث سنوات واستطاعت ببراعة هائلة الإبقاء عليه حيا والتكتم على أخباره رغم ضراوة وشدة الحرب الأخيرة على غزة ولعل ذلك كان دليلا بما لا يدع مجالا للشك أن حماس لديها دعم شعبي وعسكري على الأقل ليس بالضعيف مما شكل ورقة ضغط على إسرائيل وإجبارها على إطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية بترتيب مصري ، في المقابل نرى من تحالفوا مع العدو الصهيوني من سلطة رام الله يأبون إلا أن يكونوا في خندق واحد إلى جوار العدو بعد تقدمهم بطلب لتأجيل مناقشة تقرير "جولدستون" ووصفه الحرب على غزة بالإجرام وممارسة أعمال ضد الإنسانية .
أمريكا التي تدعم إسرائيل وتمارس عليها ضغوطا "كلامية" لا تتعدى ذلك لم تستطع أن تثني إسرائيل ولو آنيا عن بناء المستوطنات بل أتت بالسلطة راغمة الأنف إلى البيت الأبيض لتضع يدها في يد إسرائيل رغم تصريحات السلطة العلنية والسرية ألا لقاء إلا بعد وقف المستوطنات ، ذلك أن إسرائيل لديها أوراق ضغط في اللوبي الصهيوني العالمي على مقدرات الإدارة الأمريكية ، الأمر الذي يعني أن القوة وخيار فرض الرأي لا بديل عنهما للتعامل مع المفاوض الإسرائيلي حتى ولو كان "فرات" الجنود الإسرائيليين ، ولا يمكن أن يعقل أن تقبل إسرائيل بمبادلة الأسرى اللبنانيين برفات جنود إسرائيليون قتلوا في حربها مع لبنان ثم نتصور أن تخضع إسرائيل لأية أو مفاوضات دون وجود مصادر من أي نوع للقوة .