الأحد، ٥ أكتوبر ٢٠٠٨

الأزمة المالية والبعد الدينى

أن يغض الطرف المحللون الماليون الغربيون عن الحلول الإسلامية المالية فهذا أمر مقبول أما أن يغض الطرف المحللون الماليون الخليجيون أو العرب فهذا قطعا أمر يحتاج لوقفة ! والوقفة هنا هى عودة إلى الدين كمنطلق عقائدى يضبط التعامل فى أمور الحياة بشكل عام والاقتصاد بشكل خاص ولعل الجانب الاقتصادي حظى بكثير من الآيات بل والتفصيلات فى القرآن الكريم ووجود آية الدين فى سورة البقرة خير شاهد على ذلك فهى تثبت بالدليل القاطع كيف أن القرآن ذكر تفصيلا لأمور اقتصادية ربما غفل عنها الكثير بقصد أو بغير قصد .
الوقت مناسب
وليس هناك من وقت أنسب من طرح للبعد الدينى فى الأزمة الاقتصادية من هذا الوقت حيث أن الدين كان ولا يزال وسيظل مقوما أساسيا لنهضات الشعوب وحضارتها شاء من شاء وأبى من أبى وسيبقى دائما وأبدا الدستور القرآنى الخالد الذى حذر من الربا وخطورة التعامل به تبيانا لكل من تصور أن الناس يستطيعون أن يحيوا بمعزل عن الدستور الإلهى المنظم لحياتهم فالله يقول " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله " هذه أمور عقائدية يجب على المسلمين ألا ينسوها وإن فعلوا حل بهم ما حل فالرأسمالية والاشتراكية كلتاهما عاجزتان الآن أن تحققا آمانا للبشرية والمحصلة جوع ، وفقر ، فى مكان فى العالم .
الدين
والدين هنا لابد وأن يأتى فى مقدمة الأطروحات لأنه يشمل مناح عدة تترابط بعضها وتتماسك فى نسق واحد يضبط كافة مناحى الحياة وليس الاقتصاد فقط غير أن المشكلة الأعلى صوتا الآن هى المشكلة الاقتصادية الطاحنة التى أطاحت ببنوك أمريكية وفى سبيلها للإطاحة بأخرى ألمانية وتأتى بعدها الأسواق المالية فى العالم والخليج لتضع الجميع أمام حقيقة واحدة أن من أذن الله بحربه فلا سبيل له بحياة هانئة .