الثلاثاء، ٢٩ سبتمبر ٢٠٠٩

الحب لا الإعذار منهجنا


إنها لفتة ملكت على شغاف قلبي وكل جوارحي ولمستها حين قرأت القرآن ودققت في معانيه ورأيت كيف كان رسول الله ينتهج ذاك النهج في دعوته صلى الله عليه وسلم ، إنه منهج الحب في الدعوة إلى الله حب الداعي للمدعو ، إن الدعاة مكلفون بتبليغ دعوة الله للكون إلا أن سبيلهم في الوصول للقلوب هو الحب وحده ، والحرص على الناس فالله يقول للنبي صلى الله عليه وسلم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " " ويعاتب نبيه من فرط حرصه على قومه فيقول الله له " لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين " واسمع إلى مؤمن آل فرعون " ويا قوم مالى أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار " ، وللنظر إلى التشهد التي نقرؤها في الصلاة كل يوم العديد من المرات وعقب حملة شعواء من التعذيب والمطاردة من أهل الطائف يجلس النبي يكلمه ربه فيقول الله له "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" كان الأولى أن يجيب النبي بالسلام على نفسه بل قال صلى الله عليه وسلم "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " فيعلمنا حبه لأمته وخوفه عليها ، كيف لا وهو صلى الله عليه وسلم يأتي في عرصات القيامة والأنبياء تقول نفسي نفسي بينما هو مشغول بأمته صلى الله عليه وسلم مناديا ربه قائلا " أمتي أمتي " ورحم الله الشيخ الفقيه الشيخ الغزالي حين يقول في كتابه جدد حياتك "لا أدرى لماذا لا يطير العباد إلى ربهم على أجنحة من الشوق بدل أن يساقوا إليه بسياط من الرهبة" فالله هو المنعم والمتفضل فيجب أن نحبب الله إلى قلوب الناس ومن أسمائه تبارك وتعالى الودود . وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين يرى المطر يقول "هذا مطر حديث عهد بربه " ويقول صلى الله عليه وسلم "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله.." إننا أيها المسلمون بحاجة إلى أن نفقه أن الدعوة إلى الله لابد وأن تنطلق من الحب والحرص على المدعوين لا إعذارهم فبنوا إسرائيل قال الله فيهم " لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربهم " فهم يدعون الناس إلى الله عذرا لا حبا .
إننا حين ندعوا الناس ونحن نحب لهم الخير سنجد قلوبهم تحمل الخير كما قال صاحب الظلال الشهيد سيد قطب في كتابه أفراح الروح "عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيرا آثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة!...لقد جربت ذلك.. جربته مع الكثيرين.. حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور...شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيء من الود الحقيقي لهم، شيء من العناية- غير المتصنعة- باهتماماتهم وهمومهم... ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص. إن الشر ليس عميقآ في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا. إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها آفاح الحياة للبقاء.. فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية.. هذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالأمن من جانبه، بالثقة في مودته " .
إننا نصبر على أبنائنا فلم لا نصبر على قومنا ونحبهم ونخاف عليهم وندعوا لهم ، إن النبي كان يدعوا لقومه ويقول اللهم اهد قوم فإنهم لا يعلمون .فالحب منهجنا لا الإعذار