الاثنين، ٣٠ مارس ٢٠٠٩

ما صلح إلا بعد قمة ..ونلقاكم في خصومة قادمة





غريب أمر الدول العربية حقا .. فلم يكتف القادة العرب بجعل القمم العربية طاولة للتنديدات والشجب والإدانة حتى صارت القمم للمصالحه ، فلا عدوانا أدانوا ولا قتلا شجبوا ، بل باتت الأمنيات في أن يتصالح القادة العظام الذين لا يكلون ولا يملون من خدمة شعوبهم والسهر على رعايتهم وإدارة شؤونهم ، لأنهم لا يجدون الأوقات ليتصالحوا فجعلوا عنوان قمتهم المصالحة .
وعلى رأى المثل ، ما محبة إلا بعد عدواة والحكام جعلوا شعار قمتهم ما "صلح إلا بعد قمة " وعاشت القمة العربية للمصالحه دائما

الجمعة، ٢٧ مارس ٢٠٠٩

التخصص فرض الوقت

إن جماعة الإخوان المسلمين وهى ترنوا لإقامة مجتمع مدني متحضر وفق مرجعية إسلامية وهى تنطلق من رؤيتها الإصلاحية الشاملة لابد وأن تقوى دعائم تلك النهضة التي تنشدها بداية من الفرد بكل ما تحمله الكلمة من معان وقيم ونهاية بالرؤى والأطروحات والبرامج والفاعليات الداعمة لتلك النظرة ومن أهم تلك الدعائم لتلك النهضة إعداد الكوادر المتخصصة في كافة الجوانب المختلفة .
أهل الذكر ..هم أهل التخصص



والتخصص قيمة أعلى من شأنها الإسلام الحنيف وموقف النبي من تولية عمرو بن العاص خير شاهد على ذلك فبعد أن أسلم عمرو بن العاص بثلاثة أشهر ولاه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قيادة الجيش نظرا لبراعته وخبرته الحربية العالية فعمرو بن العاص داهية العرب حتى ظن عمرو أنه أحب الناس إلى رسول الله ظنا منه أن من يتولى قيادة الجيش هو أحب الناس لرسول الله فسأل رسول الله من أحب الناس إليك فقال عائشة فقال لست عن هذا أسألك فقال أبيها فيقول عمرو فسكت حتى لا أكون آخر من يحبه رسول الله . والموقف شاهد كيف أن التوظيف يكون وفقا للتخصص والمهارة والقرآن الكريم أعلى من هذه القيمة حيث قال ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وأهل الذكر هم أهل العلم في كل التخصصات سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية .. الخ والسيرة النبوية العطرة ذاخرة وموقف السلف والخلف ملئ بذلك .
علوم تحتاج لمتخصصين
وإذا كان التخصص مبدأ إسلامى فعلينا أن نوجد مجموعة من المتخصصين في كافة العلوم أولها الإعلام والعلوم السياسية و العلوم الاجتماعية أو العلوم الشرعية ، واسمحوا لى أن أقول الرياضة أين نحن منها ؟ كل هذه العلوم تحتاج أن يبذل أصحاب الدعوة جهودا كبيرة لإيجاد المتخصصين في صفوف تلك الجماعة لتقديم رؤى تتناسب وحجم المشروع الإسلامى الذى نرنوا إليه والذى ننشده وفى ذات الوقت علينا أن ندفع فى علوم مؤثرة باتت تشكل عمقا كبيرا فى تأثيرها خاصة ( الإعلام – الفن –الرياضة ...) وأن توجد لدينا كوادر متخصصة قادرة على ملئ الساحة والفراع فى تلك العلوم وفقا للمرجعية التى ننشدها نحن وأن يكون على رأس الأمر فى كل أقسام الجماعة أصحاب التخصص .
وإنني هنا أود أن أشير إلى نقطتين هامتين
أولا:- أن جماعة الإخوان المسلمين بهذا ليست تتقوقع على نفسها أو تحرم نفسها من الاستفادة من المتخصصين الغير منتمين للجماعة بل هى تسعى جاهدة لأن تستفيد من كل صاحب خبرة ومن كل صاحب تخصص يمكن أن يساهم فى المشروع الحضارى الإسلامى الذى نطمح إليه ولعل هذا واقع فعلا ولكنى أردت أن أؤكد عليه حتى لا يقول أحد أننا نريد أن نعيش داخل ذواتنا .
ثانيهما :- على قادة الجماعة وكل صاحب فكر إصلاحى أن يقدم من نفسه نموذجا لصاحب التخصص فعليه أن يقرأ ويبحث فى مجاله الذى يسهم فيه أو الذى يشرف عليه وأن الدور الفردى وتحمل المسئولية الفردية تجاه الرؤية الإصلاحية للأمة ليست مسئولية الإخوان فحسب ، وإنما هي مسئولية الجميع وإننا كما قال الإمام البنا عليه رحمة الله " لسنا بديلا عن الأمة " وإنما نحن فى مقدمة الصف ندافع عنها ونحمى ترابها ونذود عن مقدساتها سبيلنا فى ذلك " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن ".