الثلاثاء، ١٧ يونيو ٢٠٠٨

العبادة الاجتماعية .. سهام القلوب


إن المنهج الإسلامي الشامل الذي ارتضاه لنا ربنا جل وعلا حين قال " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" منهج حمل السعادة للبشرية جميعا حين جاء وفق مقاصد عليا فيها سعادة البشرية جميعا لا يتعارض مع النفس وحاجاتها بل يسعى لإشباع رغبات النفس ولكن دون الانحراف عن المرجعية التي تضبط السلوك .
ولعل المسلمون بحاجة دائما أن يفقهوا دينهم فإن من حديث النبي " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" ولعل من الأمور التى تحتاج إلى فقه يجعل القلوب تتآلف وتتحد وهى العبادة الاجتماعية تلك العبادة التى من شأنها قضاء حوائج الناس وإدخال السرور عليهم والأمر هنا ليس فى مقام حصر العبادة على تلك الصنوف من العبادات بل لفت الانتباه إلى أن هناك عبادات أجرها عظيم وثوابها كبير لا تقل أبدا عن الصلاة وغيرها من سائر العبادات ولا تعدل عنها فهى أيضا نقطة جوهرية ربما ارتضى البعض صنوفا من الأفعال ليس فيها مشقة للنفس فرضى بها بديلا عن غيرها إنما هذا تقصير بين ولكن التكامل والتعاهد على المضى فى مرضاة الله فلا يدرى أحد أى يعمل يقبله الله منا ومن تلك العبادات :-
* السعى فى قضاء حاجة الناس وهى من العبادات الجليلة التى تجعل من الأمة كيانا واحدا وتدخل السرور على القلوب وفيها أجر عظيم ومنفعة بالغة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس، آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب " وهناك أحاديث كثيرة ليس المقام حصرها .وهناك بعض الموظفين ولا سيما الذين يعملون فى مؤسسات حكومية ربما ترك بعضهم مصالح الناس وذهب ليصلى نافلة أو يقرأ فى القران ونسى أن واجبه فى هذا الوقت هو قضاء حوائج الناس بل يكون الأجر أعظم من النافلة لو استحضر نيته فى هذا .
* التبسم عند اللقاء وهى عبادة جليلة فالنبى يقول " لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئا ولو أن يلقى أخاه بوجه طلق" وربما تقابل المسلمان فتبسما لبعضهما ففتح الله قلوبهما لبعضهما وغفر ذنبهما وهناك حديث آخر فيما معناه " من نظر إلى أخيه نظرة ود غفر الله له " .
* اللين فى التعامل وخفض الجناح يقول ربنا جل وعلا " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " ويقول النبى " ما كان اللين فى شيئ إلا زانه وما نزع من شيئ إلا شانه " وربما لم يلفت المسلم لذلك ولا سيما الدعاة فانصرف الناس عنهم . وأيضا يقول ربنا فى وصف حال المسلمين بينهم " أذلة على المؤمنين "
* المصافحة عند اللقاء وهى تؤلف القلوب وتحقق الألفة وفى معنى الحديث " إذا التقا المسلمان فتصافحا غفرت ذنوبهما "
هذا غيض من فيض لعبادات اجتماعية بين المسلمين وبعضهم ودائما العبادات الاجتماعية يتعدى أثرها على الآخر فلا تعود على النفس فقط ولو فقهها المسلمون لحازوا أجرا عظيما وفوزا كبيرا ولفتحت لهم قلوب الناس قاطبة ونختم بقول ربنا جل وعلا " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " وحديث النبى سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم " إمام عادل " أليس هذه سعى بين الناس بالعدل وقضاء لحوائجهم

الأربعاء، ١١ يونيو ٢٠٠٨

الحظ .. أنا أكرهه





كم أنا أكره الحظ لا أعنى الصدفه أو ما يأتى دون عناء أو بالمصادفه كما يتبادر لذهن البعض لأول وهلة ولكنى أعنى حظ النفس من الأعمال وهو ما أصعبه أن تخلص الأعمال جميعا لخالقها فلا يكون للنفس فيها حظ يالها من روعة حين يشعر بها المسلم أما أن يكون حظ النفس موفورا فى العمل فهو ولاشك يحمل عوامل الهدم فى النفس فيحرمها من الأجر ومن الراحة وهناك عدة أمور ربما يلتبس على الإنسان فيها فيظن أنه يبغى خيرا وفى الحقيقة إنما يبغى حظا لا خيرا
** حين يكون المسلم فى صدارة المسئولية عن أمر من أمور المسلمين ويطلب منه التنازل عنه أو التراجع لموضع فى الجندية فيقول أنا أصلح من يقوم بهذا الأمر وأنا حريص على المصلحة العامة .. إنه بهذا يبغى حظا لنفسه وهو لا يدرى .
** حين لا يرى الشخص سوى رأيه صوابا دائما لا يحتمل الخطأ ولا ينزل علي غيره فإنما تسلل الحظ لنفسه وهو لا يدرى .
** حين يرى نفسه فوق النصيحة فهو يبغى حظا لنفسه .
** حين ينقد دائما لا يذكر المحاسن ولا يبصر الجوانب المشرقة فى الآخرين فهو يبغى حظا لنفسه .
حين ... حين
إن المسلم لابد وأن يراجع نفسه دائما فيسألها ويفتش عنها هل لها من أعمالها حظ فإن وجد حظا فليستغفر الله ويقول " اللهم إنى أعوذ بك من أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه " وإن لم يجد فليكثر " اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبى على دينك " " اللهم إنى أسألك الإخلاص فى القول والعمل ..والسر والعلن ..اللهم اجعل عملنا صالحا ولوجهك الكريم خالصا ولا تجعل لسواك فيه نصيب .

الجمعة، ٦ يونيو ٢٠٠٨

الصيف بين الاستمتاع بالأوقات وتحقيق الغايات



ما يلبث الطلاب والشباب أن يفرغوا من أداء الامتحانات حتى يقبلوا على كافة أدوات التسلية وقضاء الأوقات.. فالبلدان العربية لا تجتمع فيها عملية الوسطية والاعتدال فى الأمور فالدراسة على الرغم من كونها لا تحمل ما يتطلبه الواقع المعاصر من أدوات فى عملية البحث وعدم شمولها كافة مجالات التقدم العلمي إلا أنها افتقرت أيضا إلى أن تجمع فى طياتها وسائل ترفيه مناسبة للطلاب تتناسب مع عاداتهم وتقاليدهم وتجمع بين التسلية وبناء الشخصية السليمة جسمانيا الخالية من الأمراض على الأقل وصاحبة الفكر .
الوقت وقيمة الحياة
وما يغفله الشباب فى فترة الصيف هو قيمة الوقت وكيف أنه يمثل ثروتهم وحياتهم وكلما استطاع الشباب أن يديروا حياتهم وفق رؤية تحمل فى طياتها إعلاء لقيمة الوقت الذى يمثل أغلى ما يملكون كلما حقق هؤلاء الشباب ما يصبون إليه من سعادة فى الدنيا والآخرة .
والملمح الذى يلمحه المسلم حين يقرأ القرآن هو كيف أن القرآن أعلى من الوقت حين أقسم بكافة الأوقات المتتابعة خلال اليوم فمثلا يقسم القرآن بوقت الفجر فيتصدر سورة الفجر فيقول " وَالْفَجْرِ (1) " مقسما بوقت الفجر ثم يقسم فى سورة الضحى بوقت الضحى فيقول " وَالضُّحَى (1) ثم يقسم بالعصر فيقول فى سورة العصر " وَالْعَصْرِ " ثم يتابع القرآن الكريم بالقسم بالأوقات المختلفة لليوم وهذا الملمح لابد وأن يقف الشباب عنده كثيرا فله دلالة قاطعة على أن الوقت هو أغلى ما يملك الإنسان .
وتأتى دلالة أخرى من أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم حين يقول " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع .. وعن شبابه فيما أبلاه .. " حسن صحيح .
تلك الدلالات لا تدع للشباب مجالا أن يعلى من قيمة الوقت وألا يجعل حياته تضّيعٌ للأوقات .
الوسطية طريق الاستمتاع
وحتى يتسنى للشباب الاستفادة من أوقاتهم لابد من الوسطية فلا إفراط ولا تفريط فالأصل أن كافة حياة المسلم عبادة لله كما قال القرآن الكريم " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) الأنعام . فمن أحسن إدارة وقته أحسن بناء آخرته وأسعد حياته وكم تحتاج أمتنا إلى أن يدرك الشباب حقيقة الإسلام وكيف أنه لا يحرم النفس البشرية من التعاطى مع فطرتها التى فطرها الله عليها من الإقبال على ملذات الدنيا ولكن وفق المرجعية الإسلامية التى تضبط الحياة كافة
نصائح قبل البدء
وقبل أن يبدأ الطلاب وشباب الجامعات أجازتهم نقدم لهم بعض النصائح التى لعلها تكون عونا لهم على الاستفادة من أوقاتهم :-
* المحافظة على الصلوات فى جماعة فصلاة الجماعة تساعد المسلم على الاستفادة من وقته الاستفادة المثلى .
* وضع هدف واضح خلال فترة الصيف يسعى الشاب لتحقيقه مثل حفظ جزء أو عدة أجزاء من القرآن . أو تعلم حرفة أو اكتساب مهارة أو غير ذلك من الأهدف التى تساعد على تحقيق الغايات .
* تخير الصحبة فأكثر ما يضيع أوقات الشباب خلال فترة الصيف هو الصحبة الغير سوية التى لا تحرص سوى على التفاهات وفقط .
* صلة الأرحام فلابد وأن يحرص الشباب على صلة الأرحام بصفة عامة خلال حياتهم وبصفة خاصة خلال فترة الأجازة فهى فرصة للتواصل مع من تضعف زيارته خلال فترة الدراسة .
* الحرص على الهوية الإسلامية ولا سيما فى المتنزهات والأماكن المفتوحة فلابد وأن يحرص الشباب على الاعتزاز بهويتهم الإسلامية .
* الحفاظ على المصلحة العامة فلابد وأن يدرك الشباب أن أوطانهم وممتلكاتها أمانة فى أعناقهم فتلك الأوطان هي التى نشأ على ترابها الشباب وترعرع فلا يليق أبدا أن يفسدوا أماكن المتنزهات والحدائق العامة وما شابه من ممتلكات تمثل رأسمال الأوطان.
* غض البصر وإدراك أن الله رقيب عليك وناظر إليه " يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور"
* وللآباء أن يتفقدوا أبناءهم بين الفينة والأخرى ولا يكون همهم فقط هو إرضاء الأبناء وفقط .