كوّن الإمام البنا لجنة للعمل الطلابي تمثل طالبا من كل كلية ثم بدأت هذه اللجنة في توزيع مجلة الإخوان المسلمين وكان بعض من أعضاء اللجنة يوزع المجلة على الطلاب ويدفع ثمنها من جيبه الخاص حرصا منهم على انتشار المجلة ووصولها لعموم الطلاب وكان الأستاذ المرشد يتابع توزيع المجلة بين الطلاب بنفسه ليرى كيف انتشار الدعوة في هذا الوسط الهام .
وليكن في حسنا أن الجامعة كانت تعج بالأحزاب المختلفة ومن تسول له نفسة الصلاة فإنه يعدّ رجعيا متخلفا حتى من تربي على الصلاة في منزله كان لا يظهر بصلاته وإنما يتخفي بها سرا والأستاذ محمود عبدالحليم مؤلف كتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ يروي لنا كيف كان جهره بالصلاة أمرا مستغربا إذ يقول : دخلت كلية الزراعة عام 35 – 36 وكانت الصلاة أمام الناس لا يقدر عليها أحد فكنت أسال الفراشين فدلوني على قبة تحت الأرض تنزل إليها بسبع درجات لتجد قبرا ومكان متسخ لا يصلح للصلاة ولا يتسع لأكثر من اثنين وكنت أجد طالبا من مصر الفتاة واسمه محمود مكي ، ويتابع عبدالحليم " ولما تعرفت على معالم كليتي وجدت مكانا يصلح للصلاة عليه وعزمت على الجهر بالآذان فاجتمع الناس ليروا بأعينهم ما لم تصدقه أسماعهم وأمطروني بالغمز واللمز إلا أنني مضيت في الآذان وصليت الظهر وفعلتها في اليوم التالي والذي يليه فتجمع حولي محمود مكي الذي كان يصلي متخفيا وبدأ الطلاب يتوافدون للصلاة .انتهي كلام الأستاذ محمود
وإذا كان لي أن أعلق على الموقف هذا فإنني أشعر أن أصحاب الدعوات أحيانا يحجمون خوفا من زيف الباطل إلا أنهم لو أقدموا فإن الله سيفتح عليهم الكثير وصدق الله " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ". وأيضا موقف سيدنا موسي " قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون " .
من ثم حرص الإمام البنا عليه رحمة الله أن تصل المجلة للطلاب ليتعرفوا على دعوة الإخوان المسلمين في هذا الحرم الذي تتنازعه كافة الأحزاب من وفد وحزب وطنى والسعديين والأحرار ومصر الفتاة وكان لا يزال حديث النشأة في تلك الفترة لتخط الدعوة طريقها في هذا الخضم من الأحزاب والهيئات .
الحرم ساحة فكرية
وفي هذه الفترة كانت هناك ظاهره أحسب أنها ظاهرة صحية ليتها توجد في جامعاتنا الآن فتعلمنا الحوار مع الأخر ونقاشه وتبين أفكاره ألا وهي الحوار الفكري بين الأحزاب ومن يمثلها من الطلاب داخل سور الجامعة حيث كان الحرم آنذاك يشهد ممثلا من الطلاب طبعا عن كل حزب ويتناقش مع حزب آخر كل منهما يطرح وجهة نظر حزبه في قضية من القضايا ، وهنا سؤال أين ذهبت الأحزاب عن الجامعة ، بل ولماذا يخرج علينا المسؤلون عن التعليم ويقولون الجامعة ليست ساحة سياسية ألا فليقرؤوا كيف كانت الجامعة ساحة لتبادل الأفكار والتواصل مع الآخر مهما كان اتجاهه .وكان هناك طالبا يخرج للحديث عن دعوة الإخوان ورؤاها المختلفة في القضايا الجارية آنذاك .
وليكن في حسنا أن الجامعة كانت تعج بالأحزاب المختلفة ومن تسول له نفسة الصلاة فإنه يعدّ رجعيا متخلفا حتى من تربي على الصلاة في منزله كان لا يظهر بصلاته وإنما يتخفي بها سرا والأستاذ محمود عبدالحليم مؤلف كتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ يروي لنا كيف كان جهره بالصلاة أمرا مستغربا إذ يقول : دخلت كلية الزراعة عام 35 – 36 وكانت الصلاة أمام الناس لا يقدر عليها أحد فكنت أسال الفراشين فدلوني على قبة تحت الأرض تنزل إليها بسبع درجات لتجد قبرا ومكان متسخ لا يصلح للصلاة ولا يتسع لأكثر من اثنين وكنت أجد طالبا من مصر الفتاة واسمه محمود مكي ، ويتابع عبدالحليم " ولما تعرفت على معالم كليتي وجدت مكانا يصلح للصلاة عليه وعزمت على الجهر بالآذان فاجتمع الناس ليروا بأعينهم ما لم تصدقه أسماعهم وأمطروني بالغمز واللمز إلا أنني مضيت في الآذان وصليت الظهر وفعلتها في اليوم التالي والذي يليه فتجمع حولي محمود مكي الذي كان يصلي متخفيا وبدأ الطلاب يتوافدون للصلاة .انتهي كلام الأستاذ محمود
وإذا كان لي أن أعلق على الموقف هذا فإنني أشعر أن أصحاب الدعوات أحيانا يحجمون خوفا من زيف الباطل إلا أنهم لو أقدموا فإن الله سيفتح عليهم الكثير وصدق الله " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ". وأيضا موقف سيدنا موسي " قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون " .
من ثم حرص الإمام البنا عليه رحمة الله أن تصل المجلة للطلاب ليتعرفوا على دعوة الإخوان المسلمين في هذا الحرم الذي تتنازعه كافة الأحزاب من وفد وحزب وطنى والسعديين والأحرار ومصر الفتاة وكان لا يزال حديث النشأة في تلك الفترة لتخط الدعوة طريقها في هذا الخضم من الأحزاب والهيئات .
الحرم ساحة فكرية
وفي هذه الفترة كانت هناك ظاهره أحسب أنها ظاهرة صحية ليتها توجد في جامعاتنا الآن فتعلمنا الحوار مع الأخر ونقاشه وتبين أفكاره ألا وهي الحوار الفكري بين الأحزاب ومن يمثلها من الطلاب داخل سور الجامعة حيث كان الحرم آنذاك يشهد ممثلا من الطلاب طبعا عن كل حزب ويتناقش مع حزب آخر كل منهما يطرح وجهة نظر حزبه في قضية من القضايا ، وهنا سؤال أين ذهبت الأحزاب عن الجامعة ، بل ولماذا يخرج علينا المسؤلون عن التعليم ويقولون الجامعة ليست ساحة سياسية ألا فليقرؤوا كيف كانت الجامعة ساحة لتبادل الأفكار والتواصل مع الآخر مهما كان اتجاهه .وكان هناك طالبا يخرج للحديث عن دعوة الإخوان ورؤاها المختلفة في القضايا الجارية آنذاك .
هناك تعليقان (٢):
رحم الله تلك الأيام .. ما أحلاها وما أجملها .. وما أعظم الاشتياق لها
أخي الأستاذ/ عبدالله ، كيف حالك وأتمنى أن يوفقك الله وتعود سالما غانما..
أخوك/ عمرو سعد - تربية/ نجران - السعودية
ايميلي للتواصل/ regalsadako@yahoo.com
مدونتي/ http://kawemkawem.blogspot.com/
اخي الحبيب عمرو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك على الزياره وأتمنى لك التوفيق ان شاء الله
إرسال تعليق