أجده حقا لا فضلا أن أكتب على "صهري" الذي توفاه الله وهو الأب الحبيب المهندس السيد موسي وإن كنت قد تأخرت في تأدية جزءا من هذا الحق فعذرا عني فالفراق كان صعبا ، وأجده حقا لأكثر من سبب أولهما لأنه صاحب فضل على ّ لا يمكن لى أن أنساه والثاني والأهم فهو أنه بحق قدم قدوة ونموذجا في وقت أشد ما يكون الشباب فيه للقدوة ، بل وفي زمن تعالت فيه الشعارات التى لا تعدو أن تكون أصوات تغادر الحناجر ولا تلامس أرض الواقع من قريب ولا بعيد إلا ما رحم ربي في مسألة أجدها تؤرق معظم الشباب وهى المغالاة في المهور حتى في الأوساط المتدينة .
وأود أن أشير إلى نقطتين هامتين أنه على المستوى العبادي كان ذا صلة بربه قوية نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ، وكان رحمه الله شديد الخوف من الله سبحانه وتعالى فكان دائما ما يردد "يارب نجنى من النار .. واجعلني خادما لأهل الجنة " فلا تجده في حال من الأحوال إلا ذاكرا لله قارئا للقرآن ، قائما بالليل يناجي ربه ويدعوه فإذا ما على صوت المؤذن تجده في المسجد يؤدى صلاة الفجر و التي أحسب أنه لم يتخلف عنها إلا بسبب مرض شديد أقعده عن الحركة .حتى حال مرضه الذي استمر معه ما يقارب الخمس سنوات كان دائما حامدا لله على نعمه خائفا أن يضيق صدره في يوم من الأيام من البلاء ، ويشهد الله أنه لقي الله صابرا محتسبا راضيا ، ولا أدل من ذلك على نطقه بالشهادة قبيل وفاته ، وأذكر أننا أردنا أن نطعمه شيئا فقال إن ربي سيطعمني عنده الليله . وبعد أن فاضت روحه إلى بارئها وجدت وجه كالقمر فرحا مسرورا بلقاء ربه .فأسال ألله أن يتقبله في الشهداء فلقد مات مبطونا والنبي يقول في حديث له "....والمبطون شهيد" ، وكان رحمه الله يخصص جزء من دخله للصدقات حتى قبل وفاته أمر بإخراج الصدقات فاللهم ارحمه رحمة واسعة يارب العالمين .
وأما على المستوى السلوكي العملي وفي أمر أجد أن الجميع عليه أن يقدم فيه قدوة ونموذجا في زمن انتشرت فيه الرذيلة حتى صار القابض على دينه كالقابض على الجمر . فحين تقدمت إليه لخطبة ابنته "زوجتى حاليا" وكان معي الأخ الحبيب الأستاذ السعدني الذي أعتبره بحق معلمي الكبير ما وجدته إلا رجلا يشترط علىّ أمرين أولهما أن اتق الله فيها وأما الثاني فأن اعتبرها مثل ابنتي وأعاملها كما أحب أن يعامل زوج ابنتي ابنتي .
وعندما أردنا أن نتحدث في "العفش" وما شابه والمهر والشبكة وكل هذه الأمور لم يلق لها بالا إلا أنه قال "اللى تقدر تجيبه هاته" ولم نستغرق أكثر من 3 دقائق ، ولم أذكر أننى اختلفت معه في أمر من الأمور على الإطلاق حتى توفاه الله ، حتى أننى ذهبت أنا وحبيبي الأخ السعدني لدمياط لمشاهدة الغرف وما شابه قمنا بالاتفاق على كل شيئ دون وجود أحد من أهل زوجتى معنا ولم يعترضوا على شيئ ، حتى زوجتى جزاها الله خيرا لم تكن معي وقالت ما ترتضيه أنت أرتضيه أنا وأهلي فجزاهم الله خيرا .
إننى بحق أجدنى أريد ألا أتوقف عن الحديث والكتابة عنه غير أني فقط أردت أن أؤدي ولو جزء يسيرا من حقه عليّ فنحن شهداء الله في خلقه ، والله أسال أن يتغمده بواسع رحمته فجزاه الله خيرا وأسكنه منازل الصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق