الاثنين، ٣١ أغسطس ٢٠٠٩

العاشر من رمضان وموعد مع العزه

أحسب أننا بتنا نتذاكر مواقف العزة في تاريخنا القديم والحديث حيث لا أثر لما يسمي بالعزة في وقتنا الحاضر إلا ما رحم ربي لمواقف تعد على أصابع اليد الواحدة ، فباتت الذكريات طريق للتسلية وما أخطرها لو بقيت ذكري دون أن نأخذ منها العبرة والعظة ، ودون أن نفيق من نشوة الذكري التي قد تقعد عن العمل تحت دعوى أننا بناة الأهرامات وأننا أصحاب حضارة ضاربة في جذور التاريخ 5 آلآف عام واللى عاوز يزود مفيش مشكله ، ولعل أولي ما نأخذه من نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر هو درس العزه لأن الله يقول " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يفقهون" " والله يقول "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " والعزة شيمة أصلية من شيم المؤمنين وشتان بين العزة والكبر ، فالله وصف حال المؤمنين بينهم " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " فهذه الأمة ترفع رأسها عالية عند تمسكها بكتاب الله وصدق فاروق الأمة عمر بن الخطاب حين قال " كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله .
ثاني هذه الدروس هو حسن التخطيط فمصر بحق خططت لهذا اليوم وهذا النصر تخطيطا طويلا ورحم الله السادات حين اختار موعد تكون فيه عملية المد والجزر وحركة المياه هادئة ، كما قام بعمليات تمويه واسعة على الإسرائيليين لأكثر من مرة وغيرها من الأمور التي دلت على حسن تخطيط لهذه الحرب .
ثالث هذه الدروس هو أن وحدة الأمة وإعادة لحمتها لتصبح على قلب رجل واحد هو السبيل لعزتها ونصرتها وأن الأمة لابد وأن تتذكر قول الله "واذكروا إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم " .
أما رابع الدروس فهي أن النصر لم يصنعه شخص ولم يصنعه جيش بل صنعه الانتماء الذي سري في وجدان الأمة بأسرها والجنود من أبنائها فكانوا تجسيدا لحالة أمة تريد أن تبعث من جديد واسمع للسادات وهو يقول "سوف يأتي يوم نتحدث فيه عمن صنعوا النصر" ، ولعل النصر به قصص انسانية للولاء والانتماء وحب الأوطان ما يستحق التسجيل ولا أحسب أنه أخذ حقه الكاف من كتابنا ، ولعلنا نجد اليوم الذي نقرأ فيه عمن صنعوا النصر لنرسم طريق العزة من جديد

الأربعاء، ٢٦ أغسطس ٢٠٠٩

مجرد كلام



* الرئيس يطمئن على توافر السلع في رمضان !!
*والد فتاة يطلب شخص متدين ليكون زوجا لابنته ثم يسأله هتدفع مهر كام وهتجيب شقه كام أوضه وهتكتب مؤخر كام ؟!!
*خطيب الجمعه يفضل "يبكت في الناس" ويقول الأوضاع "زى الزقت" !!!
*المصريون في استطلاع الحزب الوطني متفائلون بالمستقبل!!!
*مباريات الدوري هتتذاع على التليفزيون عشان المشاهد البسيط المعدوم المحروق ...... !!!
*جمال مبارك لا يفكر في الحكم !!!
*وكذلك حسني مبارك لم يناقش التوريث مع ابنه !!!
*الإخوان يطرحون برنامجا لحزب سياسي !!!!
*أبو العلا ماضي يلتقي بلجنة الأحزاب للتفاوض على حزب الوسط !!!!
*الأحزاب تكون جبهة للتصدي للفساد !!!!

الأحد، ٢٣ أغسطس ٢٠٠٩

الضرب في المشاهد حرام



هذا السباق المحموم التي تقوم به الفضائيات في "قتل" و"زهق" أرواح المشاهدين من كثرة المسلسلات حرام واقول "قتل"حيث أنها قتل للوقت الذي هو أثمن ما في الحياة سيما إذا كان هذا الوقت في رمضان شهر الطاعات ولا أدرى لم لا تتباري القنوات في عرض مثل هذه الكم الهائل من المسلسلات في غير مضان ، كما أنني لا أدرى من أين يجد المشاهد الوقت الكافي ليرى كل هذه المسلسلات والأفلام الغث منها والسمين النافع منها والضار ثم يحكم عليها بعد ذلك .
المثل القائل الضرب في الميت حرام ينطبق تماما على المشاهد البسيط التي لم تكلف الدراما أن تعرض قضاياه ومشكلاته بطريقة صحيحة بعيدة عن التعالي أو الاستثارة بشقيها المادي الذي يتمثل في عرض أناس أباطرة للمال والسلطان ولا يستطيع أحد أن يطبق عليهم قانون أو يردعهم عن ظلم أو من حيث استثارة المشاهد الجنسية والتي حرصت الدراما من خلال عرضها الإعلاني عن المسلسلات على التأكيد بوجود لقطات خارجة تتنافي لا أقول وشهر رمضان بل وأخلاقيات وثوابت المجتمع المصري بل والعربي .
رسالة أخيرة لاثنين هما القائمين على الإعلام والمشاهد معا فأما القائمين على الإعلام فإني أقول لهم لا يمكن لأحد أن ينكر دور الفن في نهضة الأمم والشعوب والحضارات ولكن هذا ليس فنا الذي يتلاعب بالعقول والأجساد ، أما المشاهد فعليه تقع المسئولية الأكبر لأنه لابد وأن نتعلم أن نقول لا وأن نحاسب القائمين على الإعلام حيث أن هذه الأموال هى أموالنا ولنسالهم من أين لك هذا وفيما تنفقونه .

الأربعاء، ١٩ أغسطس ٢٠٠٩

اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ولا تجعلنا من الأشقياء



اللهم بلغنا رمضان واعتق رقابنا فيه من النار واعتق رقاب آبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأهلنا وإخواننا وأخواتنا وكل من كان له حق علينا ولنا حق عليه اللهم سامحنى وسامح من ظلمني اللهم اغفر لي ذنوبي كلها دقها وجلها كبيرها وصغيرها إنك أنت غفار الذنوب اللهم اني أسالك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في ديني وأهلى ومالي ودنياي

الجمعة، ١٤ أغسطس ٢٠٠٩

صيادوا مصر نجوا من القراصنه ..فهل ينجون من الحكومة

الحمد لله فلقد نجا الله 40 صيادا مصريا بعد اختطاف دام لما يربوا على الأخمسة أشهر ونجوا جميعا بفضل الله وفي غضون ستة أيام يكونون في مصر ان شاء الله ، وربنا يسترها من الحكومة المصرية أصلها ممكن تعتقلهم وتوجه لهم اتهامات مثل حيازة أسلحة للصومال وأن عملية الخطف ليست حقيقية وإنما خدعه لدعم الإرهاب ، أو توجه لهم تهمة تنظيم عسكري وعلى رأي المثل لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل .
نجاة هؤلاء يطرح سؤالا بديهيا ماذا يعني المواطن المصري بالنسبة للحكومة والإجابة تنقسم لشقين أولهما المواطن الغني فهو مواطن مصري أصيل له حرية العيش فيها والتصييف و"البرطعه " أما المواطن الفقير فليس مواطنا مصريا وإنما غريقا على الحدود مع إيطاليا أو مهاجرا يعمل في المطاعم في بلاد الفرنجة ليكتسب لقمة العيش ، فسيادة الرئيس قال " متخلوش رجال الأعمال تطفش " يعني أي حد تاني مع السلامه يوسع ، إن نجاة هؤلاء يعيد للذاكرة عبارة السلام وقطار الموت وشحنة القمح الفاسدة وقضية سياج والأراضي المنهوبة وغيرها من القضايا التي زكمت الأنوف رائحتها العفنة فهل تترك حكومتنا الرشيدة هؤلاء دون اعتقال ربنا يسترها !!

الأربعاء، ١٢ أغسطس ٢٠٠٩

دور القواعد أن تعيد القواعد

في الحقيقة ما أجمل اللغة العربية فإني بصدق أحبها حبا شديدا حيث الكلمة الواحدة تحمل لك معان كثيرة ربما أعطتك الفرصة للتلاعب دون خوف من بطش أو سلطان .
فكلمة القواعد تحمل معان كثيرة ربما أتت بمعني عامة الناس أو بمعني النساء اللواتي بلغن سنا كبيرا ، ثمة معنا آخر وهو هام جدا أن كلمة القواعد تعني الأصول ومراعاة الثوابت وأنا أود أن أشير إلى الثلاث معان فلنبدأ بالأخيرة وهى الأصول والقواعد العامة لدى حكومتنا وهي قواعد غريبة وعجيبة منها مثلا على سبيل المثال لا الحصر الأكثر كرها من الشعب الأكثر قربا من الحكومة ولننظر إلى محمد بك سليمان وتعيينه مديرا عاما لشركة البترول براتب مليون ومائتى ألف جنيه شهريا يا حرام ! أو لننظر إلى سعادة الدكتور سيد القمني دا حته اسمه قمني قوي الدولة تكرمه لأنه مزور ، وأيضا من القواعد لدى حكومتنا الرشيدة ابن الوز عوام واسال جمال مبارك هيبقي رئيس جمهورية عشان أبوه كان رئيس جمهورية ! الله يرحمك يا أبويا
أما القواعد والتي تعني أن النساء بلغن من العمر مبلغا فالرجولة شيئ والذكورة شيئ فهناك ذكورا ليسوا رجالا فإنك تجد "كوافيرا"للنساء مكتوب عليه ممنوع دخول الرجال والغريب أنك تبصر ذكورا تخرج من المحل فهل هؤلاء من القواعد ؟
والمعني الثالث فهو القواعد أي عامة الناس والشعب وواجب عليهم أن يتحركوا ليقعدوا القواعد من الرجال والنساء الذي شاخوا وغيروا القواعد الأخلاقية بقواعد لم نعرف لها مثيلا وأن يعيدوا القواعد العامة إلينا من جديد .

الثلاثاء، ١١ أغسطس ٢٠٠٩

الرافعي والأيدي المتوضئة

حرص الإمام البنا عليه رحمة الله ألا يدع فرصة لتوظيف طاقات الطلاب خصوصا مع أجازة الصيف وعودتهم لأقاليمهم فقام رحمه الله بإعداد مذكرة تقارب الـ 20 صفحة من أحاديث وآيات لدعوة الناس إلى الخير والتمسك بتعاليم الإسلام وكان رحمه الله يخصص لكل فئة خطابا ، واستفاد الإمام الشهيد من عدد الطلاب حيث كانوا يقاربون المائة فقسمهم إلى مجموعات حملت هذه الدعوة المباركة لأقاليم مصر بأسرها . وكان لهذه الوفود الأثر العظيم في نفوس الناس فلأول مرة يرى الناس الشباب يقبلون على المساجد ويقبلون على الطاعات على غير ما ألفوه من نفور الشباب من الإلتزام آنذاك .
مراكز الدعوة
إن المساجد هي مراكز الدعوة ومهد مولدها ولابد أن تكون قبلة في كل وقت وحين وهذا ما فعله طلاب الإخوان حين عادوا من الأجازة الصيفية فأقبلوا على تخصيص أماكن للصلاة وتجهيزها رغم الصعوبات التي واجهتهم إلا أن الله فتح عليهم من خلال صدق توجههم . ففى كلية الزراعة حين توجه الطلاب لوكيل الكلية حيث كان يحمل المسبحة لا تفارق يده وطلبوا منه فقط فرش مكان للصلاة لم يستجب لهم وحذرهم من مخاطبة العميد في مثل هذا الأمر إلا أنهم ذهبوا للعميد فما كان منه إلا أن أمر بتخصيص مكان تحيطه منطقة خضراء للصلاة وبناء مسجد وتبرع بـعشرة جنيهات وفتح الاكتتاب لبناء المسجد .
فلسطين حية أبدا
وحرص الإمام البنا آنذاك أن يقرع آذان المسلمين بقضية فلسطين وأن يعيد لها أهميتها وقدسيتها وأن تشغل عقول المصريين وضمائرهم فكلف كل طالب أن يلقي درسا عقب صلاة الجمعة في المساجد الكبيرة وكان لتلك الخطوة أعظم الأثر في أمريين أولهما تعريف الناس بالفهم الشمولي للإسلام والثاني هو لفت انتباههم لما يجري من مؤامرات ضد فلسطين . حتى أن الرافعي رحمه الله استمع لكلمة طلاب الإخوان وهو الأخ الأستاذ عبدالحكيم عابدين في مسجد السيد البدوي في طنطا وبهر من حماسة الأخ وطلاقته وكتب مقاله الأيدي المتوضئة والذي مثل شهادة من كاتب كبير مثل الرافعي على أن الإخوان يعتبرون قضية فلسطين قضية محورية لا تنفك عن قضاياهم المصيرية أبدا

الجمعة، ٧ أغسطس ٢٠٠٩

الجامعة ساحة فكرية


كوّن الإمام البنا لجنة للعمل الطلابي تمثل طالبا من كل كلية ثم بدأت هذه اللجنة في توزيع مجلة الإخوان المسلمين وكان بعض من أعضاء اللجنة يوزع المجلة على الطلاب ويدفع ثمنها من جيبه الخاص حرصا منهم على انتشار المجلة ووصولها لعموم الطلاب وكان الأستاذ المرشد يتابع توزيع المجلة بين الطلاب بنفسه ليرى كيف انتشار الدعوة في هذا الوسط الهام .
وليكن في حسنا أن الجامعة كانت تعج بالأحزاب المختلفة ومن تسول له نفسة الصلاة فإنه يعدّ رجعيا متخلفا حتى من تربي على الصلاة في منزله كان لا يظهر بصلاته وإنما يتخفي بها سرا والأستاذ محمود عبدالحليم مؤلف كتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ يروي لنا كيف كان جهره بالصلاة أمرا مستغربا إذ يقول : دخلت كلية الزراعة عام 35 – 36 وكانت الصلاة أمام الناس لا يقدر عليها أحد فكنت أسال الفراشين فدلوني على قبة تحت الأرض تنزل إليها بسبع درجات لتجد قبرا ومكان متسخ لا يصلح للصلاة ولا يتسع لأكثر من اثنين وكنت أجد طالبا من مصر الفتاة واسمه محمود مكي ، ويتابع عبدالحليم " ولما تعرفت على معالم كليتي وجدت مكانا يصلح للصلاة عليه وعزمت على الجهر بالآذان فاجتمع الناس ليروا بأعينهم ما لم تصدقه أسماعهم وأمطروني بالغمز واللمز إلا أنني مضيت في الآذان وصليت الظهر وفعلتها في اليوم التالي والذي يليه فتجمع حولي محمود مكي الذي كان يصلي متخفيا وبدأ الطلاب يتوافدون للصلاة .انتهي كلام الأستاذ محمود
وإذا كان لي أن أعلق على الموقف هذا فإنني أشعر أن أصحاب الدعوات أحيانا يحجمون خوفا من زيف الباطل إلا أنهم لو أقدموا فإن الله سيفتح عليهم الكثير وصدق الله " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ". وأيضا موقف سيدنا موسي " قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون " .
من ثم حرص الإمام البنا عليه رحمة الله أن تصل المجلة للطلاب ليتعرفوا على دعوة الإخوان المسلمين في هذا الحرم الذي تتنازعه كافة الأحزاب من وفد وحزب وطنى والسعديين والأحرار ومصر الفتاة وكان لا يزال حديث النشأة في تلك الفترة لتخط الدعوة طريقها في هذا الخضم من الأحزاب والهيئات .
الحرم ساحة فكرية
وفي هذه الفترة كانت هناك ظاهره أحسب أنها ظاهرة صحية ليتها توجد في جامعاتنا الآن فتعلمنا الحوار مع الأخر ونقاشه وتبين أفكاره ألا وهي الحوار الفكري بين الأحزاب ومن يمثلها من الطلاب داخل سور الجامعة حيث كان الحرم آنذاك يشهد ممثلا من الطلاب طبعا عن كل حزب ويتناقش مع حزب آخر كل منهما يطرح وجهة نظر حزبه في قضية من القضايا ، وهنا سؤال أين ذهبت الأحزاب عن الجامعة ، بل ولماذا يخرج علينا المسؤلون عن التعليم ويقولون الجامعة ليست ساحة سياسية ألا فليقرؤوا كيف كانت الجامعة ساحة لتبادل الأفكار والتواصل مع الآخر مهما كان اتجاهه .وكان هناك طالبا يخرج للحديث عن دعوة الإخوان ورؤاها المختلفة في القضايا الجارية آنذاك .

الخميس، ٦ أغسطس ٢٠٠٩

حق لابد أن يؤدى


أجده حقا لا فضلا أن أكتب على "صهري" الذي توفاه الله وهو الأب الحبيب المهندس السيد موسي وإن كنت قد تأخرت في تأدية جزءا من هذا الحق فعذرا عني فالفراق كان صعبا ، وأجده حقا لأكثر من سبب أولهما لأنه صاحب فضل على ّ لا يمكن لى أن أنساه والثاني والأهم فهو أنه بحق قدم قدوة ونموذجا في وقت أشد ما يكون الشباب فيه للقدوة ، بل وفي زمن تعالت فيه الشعارات التى لا تعدو أن تكون أصوات تغادر الحناجر ولا تلامس أرض الواقع من قريب ولا بعيد إلا ما رحم ربي في مسألة أجدها تؤرق معظم الشباب وهى المغالاة في المهور حتى في الأوساط المتدينة .
وأود أن أشير إلى نقطتين هامتين أنه على المستوى العبادي كان ذا صلة بربه قوية نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ، وكان رحمه الله شديد الخوف من الله سبحانه وتعالى فكان دائما ما يردد "يارب نجنى من النار .. واجعلني خادما لأهل الجنة " فلا تجده في حال من الأحوال إلا ذاكرا لله قارئا للقرآن ، قائما بالليل يناجي ربه ويدعوه فإذا ما على صوت المؤذن تجده في المسجد يؤدى صلاة الفجر و التي أحسب أنه لم يتخلف عنها إلا بسبب مرض شديد أقعده عن الحركة .حتى حال مرضه الذي استمر معه ما يقارب الخمس سنوات كان دائما حامدا لله على نعمه خائفا أن يضيق صدره في يوم من الأيام من البلاء ، ويشهد الله أنه لقي الله صابرا محتسبا راضيا ، ولا أدل من ذلك على نطقه بالشهادة قبيل وفاته ، وأذكر أننا أردنا أن نطعمه شيئا فقال إن ربي سيطعمني عنده الليله . وبعد أن فاضت روحه إلى بارئها وجدت وجه كالقمر فرحا مسرورا بلقاء ربه .فأسال ألله أن يتقبله في الشهداء فلقد مات مبطونا والنبي يقول في حديث له "....والمبطون شهيد" ، وكان رحمه الله يخصص جزء من دخله للصدقات حتى قبل وفاته أمر بإخراج الصدقات فاللهم ارحمه رحمة واسعة يارب العالمين .
وأما على المستوى السلوكي العملي وفي أمر أجد أن الجميع عليه أن يقدم فيه قدوة ونموذجا في زمن انتشرت فيه الرذيلة حتى صار القابض على دينه كالقابض على الجمر . فحين تقدمت إليه لخطبة ابنته "زوجتى حاليا" وكان معي الأخ الحبيب الأستاذ السعدني الذي أعتبره بحق معلمي الكبير ما وجدته إلا رجلا يشترط علىّ أمرين أولهما أن اتق الله فيها وأما الثاني فأن اعتبرها مثل ابنتي وأعاملها كما أحب أن يعامل زوج ابنتي ابنتي .
وعندما أردنا أن نتحدث في "العفش" وما شابه والمهر والشبكة وكل هذه الأمور لم يلق لها بالا إلا أنه قال "اللى تقدر تجيبه هاته" ولم نستغرق أكثر من 3 دقائق ، ولم أذكر أننى اختلفت معه في أمر من الأمور على الإطلاق حتى توفاه الله ، حتى أننى ذهبت أنا وحبيبي الأخ السعدني لدمياط لمشاهدة الغرف وما شابه قمنا بالاتفاق على كل شيئ دون وجود أحد من أهل زوجتى معنا ولم يعترضوا على شيئ ، حتى زوجتى جزاها الله خيرا لم تكن معي وقالت ما ترتضيه أنت أرتضيه أنا وأهلي فجزاهم الله خيرا .
إننى بحق أجدنى أريد ألا أتوقف عن الحديث والكتابة عنه غير أني فقط أردت أن أؤدي ولو جزء يسيرا من حقه عليّ فنحن شهداء الله في خلقه ، والله أسال أن يتغمده بواسع رحمته فجزاه الله خيرا وأسكنه منازل الصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين .

الأربعاء، ٥ أغسطس ٢٠٠٩

البنا والطلاب



كان الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله لا يضن بوقت ولا يدخر جهدا في سبيل دعوته سيما إذا تعلق الأمر بالطلاب ، وإنك حين تراه لا يجد متسعا من الوقت لمقابلة وجهاء القوم ، فإنك تتعجب حين يسمع عن غياب أحد الطلاب عن درسه ، وعدم حضوره للمركز العام كيف به يسرع لتوه في زيارته والسؤال عنه برفقة من أصدقائه الطلاب ، وعندما قررت كلية الحقوق آنذاك تدريس مائة حديث على طلاب الفرقة الأولى إذ بالإمام يبادر بشرح المائة حديث في مجلة الإخوان المسلمين ويقوم الطلاب بتوزيعها فتكون سببا أن شرح الله صدر كثير من هؤلاء الطلاب لهذه الدعوة المباركة .

لك يا إمامي يا أعز معلم يا حامل المصباح في الزمن العمي
يا مرشد الدنيا لنهج محمد يا نفحة من جيل دار الأرقم
حسبوك مت وأنت حي خالد ما مات غير المستبد المجرم
حسبوك مت وأنت فينا شاهد نجلو بنهجك كل درب معتم
شيَّدت للإسلام صرحًا لم تكن لبناته غير الشباب المسلم
وكتبت للدنيا وثيقة صحوة وأبيت إلا أن تُوقَّع بالدم

سأحاول أن أعرض على مدونتي فصولا من اهتمام الإمام البنا بالطلاب لأني أحب الشباب وأعتبر أن من أراد أن يصنع أمة فليصنع طلابها فهم قوة الحاضر وعدة المستقبل