الاثنين، ٥ نوفمبر ٢٠٠٧

التخصص وفرض الوقت



إن جماعة الإخوان المسلمين وهى ترنوا لإقامة مجتمع مدني متحضر وفق مرجعية إسلامية وهى تنطلق من رؤيتها الإصلاحية الشاملة لابد وأن تقوى دعائم تلك النهضة التي تنشدها بداية من الفرد بكل ما تحمله الكلمة من معان وقيم ونهاية بالرؤى والأطروحات والبرامج والفاعليات الداعمة لتلك النظرة ومن أهم تلك الدعائم لتلك النهضة إعداد الكوادر المتخصصة في كافة الجوانب المختلفة .
التخصص مبدأ إسلامي
والتخصص قيمة أعلى من شأنها الإسلام الحنيف وموقف النبي من تولية عمرو بن العاص خير شاهد على ذلك فبعد أن أسلم عمرو بن العاص بثلاثة أشهر ولاه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قيادة الجيش نظرا لبراعته وخبرته الحربية العالية فعمرو بن العاص داهية العرب حتى ظن عمرو أنه أحب الناس إلى رسول الله ظنا منه أن من يتولى قيادة الجيش هو أحب الناس لرسول الله فسأل رسول الله من أحب الناس إليك فقال عائشة فقال لست عن هذا أسألك فقال أبيها فيقول عمرو فسكت حتى لا أكون آخر من يحبه رسول الله . والموقف شاهد كيف أن التوظيف يكون وفقا للتخصص والمهارة والقرآن الكريم أعلى من هذه القيمة حيث قال ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وأهل الذكر هم أهل العلم في كل التخصصات سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية .. الخ والسيرة النبوية العطرة ذاخرة وموقف السلف والخلف ملئ بذلك .
علوم تحتاج لمتخصصين
وإذا كان التخصص مبدأ إسلامى فعلينا أن نوجد مجموعة من المتخصصين في كافة العلوم سواء العلوم السياسية أو العلوم الاجتماعية أو العلوم الشرعية كل هذه العلوم تحتاج أن يبذل أصحب الدعوة جهودا كبيرة لإيجاد المتخصصين في صفوف تلك الجماعة لتقديم رؤى تتناسب وحجم المشروع الإسلامى الذى نرنوا إليه والذى ننشده وفى ذات الوقت علينا أن ندفع فى علوم مؤثرة باتت تشكل عمقا كبيرا فى تأثيرها خاصة ( الإعلام – الفن - ...) وأن توجد لدينا كوادر متخصصة قادرة على ملئ الساحة والفراع فى تلك العلوم وفقا للمرجعية التى ننشدها نحن وأن يكون على رأس الأمر فى كل أقسام الجماعة أصحاب التخصص .
وإنني هنا أود أن أشير إلى نقطتين هامتين
أولا:- أن جماعة الإخوان المسلمين بهذا ليست تتقوقع على نفسها أو تحرم نفسها من الاستفادة من المتخصصين الغير منتمين للجماعة بل هى تسعى جاهدة لأن تستفيد من كل صاحب خبرة ومن كل صاحب تخصص يمكن أن يساهم فى المشروع الحضارى الإسلامى الذى نطمح إليه ولعل هذا واقع فعلا ولكنى أردت أن أؤكد عليه حتى لا يقول أحد أننا نريد أن نعيش داخل ذواتنا ولعل طرح جماعة الإخوان المسلمين أوراق حزبهم على مجموعة من المثقفين والخبراء السياسيين وأساتذة التخصص فى هذا خير برهان على ذلك .
ثانيهما :- على قادة الجماعة وكل صاحب فكر إصلاحى أن يقدم من نفسه نموذجا لصاحب التخصص فعليه أن يقرأ ويبحث فى مجاله الذى يسهم فيه أو الذى يشرف عليه وأن الدور الفردى وتحمل المسئولية الفردية تجاه الرؤية الإصلاحية للأمة ليست مسئولية الإخوان وفقط ولكنها مسئولية الجميع وإننا كما قال الإمام البنا عليه رحمة الله " لسنا بديلا عن الأمة " وإنما نحن فى مقدمة الصف ندافع عنها ونحمى ترابها ونذود عن مقدساتها سبيلنا فى ذلك " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن "

هناك ٤ تعليقات:

abonazzara يقول...

أخي الفاضل
موضوع التخصص من الموضوعات التي وان بدت بديهية في عصرنا الحالي ومن أبجديات اي مشروع حضاري حديث إلا أنها عند التطبيق في دنيا الناس ، تجد القناعة بها ضعيفة جدا ، ويتغلب على النفوس أمور أخرى مثل الشخص الفهلوي الذي يريد أن يشعرك أنه موسوعة في شتى فروع العلم، وانك ان حصرته في علم واحد فأنت تستهين به وتحقره ولا تعرف قدره
وفي الجماعة مثلا تجد المشكلة الأزلية بين قسمي الطلبة والتربية ، من الذي يضع البرامج التربوية ويقوم بتنفيذها على الطلبة ؟
وأستطيع أن أضرب لك مئات الأمثلة الواقعية التي تثبت غياب القناعة الحقيقية بالتخصص
أقول هذا الكلام لأستخلص منه أن موضوع التخصص هو مفهوم تربوي ينبغي أن نربي أنفسنا وإخواننا عليه وأن احترام التخصص هو احترام للذات ولسنن الله في الكون ، وأنه لابد من وضع تصور كامل وتفصيلي للتخصصات المطلوبة في الجماعة مهما كانت بسيطة ، حتى تستكمل كوادرها ، وانه لابد وان توضع آلية واضحة لمنح أوحجب التخصص عن شخص ما حتى لا يخضع هذا الأمر للهوى ولا وجهات النظر المتباينة
هذه بعض الخواطر التي وردت في ذهني عند قراءة التدوينة ، أعتذر اذا كانت الأفكار فيها غير مرتبة
وتقبل تحياتي واحترامي

أحمد السيد عبد الحميد يقول...

السلام عليكم أستاذى العزيز جعل الله هذه الكلمات فى موازين الحسنات ونفععنا بها جميعا .
وأحب هنا أن أشير الى قول الامام البنا (الفرد هو أساس النهضه ) بالفعل فكل الدول التى تقدمت وسبقت الامم بدأت من فرد واع متخصص يعرف شيئا عن كل شئ ويعلم كل شئ عن شئ وتاريخ الاسلام والمسلمين شاهد على ذلك حينما برعوا وتخصصوا سادوا الدنيا جمعاء حتى كتب ملك اوروبا لخليفة المسلمين موقعا رسالته ( خادمكم المطيع جورج الثامن عشر).... اللهم أرنا عز الاسلام والمسلمين





تشرفنى زيارتكم لمدونتى
mesh3arief.blogspot.com

عبدالله ابراهيم يقول...

حقيقة أشكر لكم مشاركتكم وأتمنى أن يكون التخصص فى جماعتنا سمة

غير معرف يقول...

اخى الفاضل

كل الشكر لك على تفاعلك هع دعوتنا لتاسيس اتحاد المدونيين المصريين واتمنى ان تشاركنا العمل بالدعوة الى الاتحاد ووضع الشعار فى مدونتك وطرح الافكار لتاسيس عمل متكامل ورايك فيما هو مكتوب من اهداف وخلافه
فى انتظاركم
مع كل الشكر