الأحد، ٤ أكتوبر ٢٠٠٩

"القوة" خيار لا تنازل عنه

موقف إطلاق الأسيرات الفلسطينيات مقابل شريط فيديو مسجل للجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" يطرح سؤالا هاما في مفردات التعامل مع العقلية الإسرائيلية ألا وهو منطق "القوة" فما هي مقوماتك حتى تفرض رأيك على من تفاوض؟ وإذا كان هناك أناس يؤملون حتى الآن في المفاوضات لتحقيق تقدم في الصراع العربي الإسرائيلي فعلى هؤلاء أن يقدموا لعالمهم العربي ما لديهم من أوراق ضغط تمثل "قوة "لإجبار المفاوض الإسرائيلي للرضوخ أو التنازل لمطالب المفاوض الفلسطيني .
المشهد الذي ترسمه الساحة السياسية الآن مشهد تملؤه الدلائل على ضرورة وجود أوراق ضغط أو مصادر قوة حقيقية تمكن من يتفاوض لفرض خياراته وليس الرضوخ لأوامر الآخر فالجندي الإسرائيلي الذي أسرته حماس منذ ما يربوا على الثلاث سنوات واستطاعت ببراعة هائلة الإبقاء عليه حيا والتكتم على أخباره رغم ضراوة وشدة الحرب الأخيرة على غزة ولعل ذلك كان دليلا بما لا يدع مجالا للشك أن حماس لديها دعم شعبي وعسكري على الأقل ليس بالضعيف مما شكل ورقة ضغط على إسرائيل وإجبارها على إطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية بترتيب مصري ، في المقابل نرى من تحالفوا مع العدو الصهيوني من سلطة رام الله يأبون إلا أن يكونوا في خندق واحد إلى جوار العدو بعد تقدمهم بطلب لتأجيل مناقشة تقرير "جولدستون" ووصفه الحرب على غزة بالإجرام وممارسة أعمال ضد الإنسانية .
أمريكا التي تدعم إسرائيل وتمارس عليها ضغوطا "كلامية" لا تتعدى ذلك لم تستطع أن تثني إسرائيل ولو آنيا عن بناء المستوطنات بل أتت بالسلطة راغمة الأنف إلى البيت الأبيض لتضع يدها في يد إسرائيل رغم تصريحات السلطة العلنية والسرية ألا لقاء إلا بعد وقف المستوطنات ، ذلك أن إسرائيل لديها أوراق ضغط في اللوبي الصهيوني العالمي على مقدرات الإدارة الأمريكية ، الأمر الذي يعني أن القوة وخيار فرض الرأي لا بديل عنهما للتعامل مع المفاوض الإسرائيلي حتى ولو كان "فرات" الجنود الإسرائيليين ، ولا يمكن أن يعقل أن تقبل إسرائيل بمبادلة الأسرى اللبنانيين برفات جنود إسرائيليون قتلوا في حربها مع لبنان ثم نتصور أن تخضع إسرائيل لأية أو مفاوضات دون وجود مصادر من أي نوع للقوة .

هناك ٣ تعليقات:

صحوة الطلبة يقول...

مهما يطول الليل يا بلادي شمس الحق هتيجي تنادي يرجع نور الفجر النادي ويداوي جراحك وفؤادي

عبدالله ابراهيم يقول...

اخى الحبيب ابراهيم نسأل الله أن يجعلنا ممن يكونوا جنودا لذلك الفجر

رابطة هويتي اسلامية يقول...

فى إطار حملة مدونتى عنوانى تستضيف رابطة هويتى إسلامية المدون محمد غالية صاحب مدونة هل تبحث عن السعادة

فى نقاش عام وحوار مفتوح حول موضوع الحملة .

والدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة معنا فى النقاش من أجل الإفادة والإستفادة

نتمني منكم مشاركتنا من أجل تدوين أفضل

تحياتنا

أسرة رابطة هويتي إسلامية