طبعا عمرى ما هانسى الرقم ده أبدا لأن من الآخر فى وقت من الأوقات بقى اسمى هو رقم 9 .. شئ يتثير الدهشه صح . أروى لكم التفاصيل .
يوم 31 ديسمبر ومن حلمية الزيتون ومن منزل الأخ ابراهيم الديب تم اعتقالى أنا و11 من الإخوان وتم إلحاق اثنين آخرين على القضية هما م احمد شوشة وم طارق صبحى . وأمرت النيابة بحبسنا لمدة 15 خمسة عشر يوما وتم ترحيلنا إلى سجن مزرعة طرة .وبعد العرض الأول على النيابة لم نعد إلى طره ولكن عدنا إلى سجن الاستقبال وهو ما أثار قلقلنا طبعا . وفى تمام الساعه 12 ليلا قالوا مشوار صغير لأمن الدولة .ياه مشاور صغير الساعه 12 يالليل دى تشريفه محصلتش يارجاله .
وتم عمل قيد خلفى لنا وتغمية أعيننا وترك كل المتعلقات الخاصة بنا ومن هنا بدء مسلسل الأرقام .
عند وصولنا إلى "جوانتاناموا " مقر أمن الدولة بمدينة نصر كما يحلو لهم تسميته سمعنا بقى اللى محدش سمعوا من الترحيب وقالك كل واحد ينسى اسمه ويفتكر الرقم بتاع زنزانته طبعا أنا رقمى طلع تسعه ( 9) ومن ساعتها أول ما ينادى يا تسعه طبعا يبقى بينادى على عبدالله ابراهيم .
طابور الصباح
طبعا تم حبس كل واحد فى زنزانه مساحتها 2 * 2 متر منفردا وتم تغميت عينه وتم عمل قيد خلفى وفى حوالى الساعه 12 ظهرا نادوا علينا ووقفونا لغاية الساعه واحده ونصف ليلا لغاية ما بدأوا يححقوا معانا واستمر التحقيق حتى الفجر .
واحنا واقفين محدش يعرف مين اللى جنبه ... طبعا الكل عمال يسمع أصوات تعذيب وفقط وألفاظ من اللى امن الدولة يحبها وكانوا بيحققوا معانا كل يوم مرتين مره الصبح ومره آخر النهار .
انت شغال ايه " ياله "
طبعا كان بيحولوا القيد الخلفى إلى قيد أمامى ثلاث مرات فقط فى اليوم ولمدة ربع ساعه فى المره فى أوقات الأكل وفقط ومره واحد من العساكر وهو بيعطينى الأكل قالى انت شغال ايه ياله ....هههههههههه لا إراديا ضحكت وقلت له شغال مدرب كمبيوتر قالى ما انت حلو آه امال ايه اللى جابك هنا .
عندما يكون طره أقصى أمانيك
خلال هذه الأيام كانت أقصى أمانينا أن نعود لسجن المزرعة لا أن أنخرج لسمح الله .. وبعد انتهاء 13 يوم جابوا لينا أتوبيس وغطونا ببطانيات وقالوا اللى هيرفع رأسه هافجرها . وكم كانت تلك الأوقات شاقة على النفس لولا أن الله ثبتنا . وعندما فتحنا أعيننا ورأينا بعضنا بعضا سجدنا جميعا لله أن عدنا إلى الاستقبال وبعدها فى اليوم التالى عدنا إلى سجن المزرعه .
أصدقاء النمره .
وبعد أن عدنا إلى المزرعة كان المكان اللى بنام عليه اسمه النمره وما أجملها من نومه إذا ما قورنت بالقيد الخلفى والغماية اللى على العين والزنزانه الانفراديه وكان إلى جوارى فى النمره أخى الحبيب م أيمن عبدالغنى عن يمينى الذى أحببته حبا عميقا وأخى المدون عبدالمنعم محمود عن يسارى . أما القضية كلها فكانت من 13 أخ وكان رقمها 53 ويوم 31-12-2003 . :
م أيمن عبدالغنى والمحال الآن إلى المحكمة العسكرية .
م عبدالمجيد مشالى .
أ محمد صقر .
م أحمد شوشة والمحال الآن إلى المحكمة العسكرية.
م أحمد محمود .
أ محمد نجم .
أ ابراهيم الديب .
م طارق صبحى .
د محمد القاضى .
أ عبدالمنعم محمود
د مصطفى إسماعيل .
أ أيمن الصرفى .
عبدالله إبراهيم رقم 9 .
أغلى هديه
وأغلى هديه هى أن من الله على بحفظ كتابه خلال الستة أشهر التى قضيتها فى طره .
هناك ٤ تعليقات:
ياااااااااه .. ده كله
ربنا يارب يكتب الحبسه دى فى ميزان حسناتك ..
بس انا كنت عايز توصفلنا وصف دقيق للاحداث .. يعنى كنت عايز اعرف بيحققوا معاكم بيقولوا ايه وكده يعنى ... وربنا يجزيك كل خير ... ويجزيك الجنه اللى انت بتعملها وعشانها اتحبست ..
اللهم فك اسر كل الاخوان يارب العالمين
السلام عليكم
عبده حبيبي
واحشنا جدا وخاصة ضحكتك المميزة
تقبل الله وبورك لك في ذكرياتك
أجمل حاجة انك حفظت القرآن وأحسب إن لو كل واحد عرض عليه أضعاف هذا الثمن ليحفظ كتاب الله لفعل
هههههههههههههههه
ربنا يبارك لك ونلقاك علي خير يا غالي
أستاذي العزيز رقم 9
أعتقد ان المرحلة دي من حياتك علمتك الكثير والكثير..
يكفى انه لم يعد لديك ادنى مشكلة في ان تضحى بهذه التجربة مره اخرى فقد كسرت حاجز الخوف منها .. فكثيرا نكون معك نجدك دائما مستعد .. فتقول مثلا الله اعلم ممكن ان نعتقل غدا وكأنك على جاهزيه تامه.
في هذه اللحظات نعيش معك لحظات المرحلة وبعد ان نكون منغمسين في الدنيا نخرج بهذه الكلمات البسيطة الى تذكر ان المحن او الموت يأتي في اي لحظة ويجب ان نكون دائما على اهبه الاستعداد.
ولكن الا تنظر لها نظره اخرى .. بأن هذا بلا او محنة فصبرت عليه فكان جزاء ذلك حفظك للقران الكريم كامل
استاذي العزيز اني اغبطك على هذا.
اللهم اجعلى من حمله القران مثل استاذي رقم 9 .. واجمعني معه في الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأشكر لإخوانى تعليقاتهم والله أسأل ان يحفظ أخى الحبيب د احمد عبدالعاطى ويرده لأهله ولوطنه وإخوانه وأحبابه قريبا فى أمان وسلام
إرسال تعليق