الأربعاء، ١٣ فبراير ٢٠٠٨

وزراء التكميم العرب





بعد انتهاء الامتحانات وعلى الرغم من أن هناك أحداثا كثيرة كانت على الساحة فى الفترة المنقضية سواء العربية منها مثل قضية غزة أو المحلية مثل الحدود المصرية الفلسطينية مع غزة أو فوز منتخبنا الوطني المصري ببطولة أفريقيا وظاهرة الفرحة التى تستحق الدراسة حول هذا الفرح الطبيعي فى حدوثه والغير طبيعي فى مظاهره وطرق التعبير عنه والطوائف المحتفية به . أثارت حفيظتي ومشاعري وهيجت خواطري غير أنني كنت مشغولا بمحاولة إدراك المحاضرات والانتهاء من الامتحانات والحمد لله على خير انتهت الامتحانات . وأسأل الله النجاح اللهم آمين .
والحدث الأخير الهام هو ما خرج علينا به اجتماع "وزراء الإعلام العرب " ووثيقتهم الفزّة وجهدهم العظيم الذى توصلوا إليه عبر اجتماعهم الأخير حول دراسة القواعد الحاكمة لاستخدام وسائل الإعلام المرئى منها والمسموع والمقروء والفضائيات والذى عقد فى القاهرة فى يومى 12-13 فبراير 2008.
ففى الوقت الذى تتجه فى الدول لإعطاء مساحة من الحرية والديموقراطية فى وسائل الإعلام لمواجهة الفساد والمفسدين وبينما تسعى الفضائيات للتعبير عما عجزت عنه الصحف القومية الموالية للحكام من قضايا غضت الطرف عنها أو تجاهلتها يأتى وزراء التكميم الجدد يريدون تكميم صوت حتى الفضائيات . لم يكفهم ما تفعله وزارات الداخلية فى الدول العربية من تعذيب وتقتيل وبطش وتنكيل بل يريدون تكميم الميكروفونات يريدون التسبيح والتقديس للسادة الرؤساء لا لأحد سواهم أما كفاكم الأبواق التى تهتف ليل نهار وما تسمونه من إذاعات محلية وجرائد رسمية التى لا هم لها سوى أن تقول يحيى الرئيس للأبد .
أيها الوزراء
هل تستطيعوا أن تستطلعوا آراء المشاهدين العرب عن قنواتكم الرسمية أو جرائدكم المبجلة هل يمكن أن تخبرونا كم من المشاهدين العرب يثقون فى لإعلامكم أو يتلهفون عن أخباركم هل يمكن أن تعطونا إنجازا واحدا من إنجازاتكم الإعلامية السامية .هل فكرتم أن تجعلوا حقا الإعلام إعلاما هادفا... هل يمكن أن تؤمنوا أن الإعلام يمكن أن يكون سلطان فوق سلطان الرؤساء إن جريدة الواشنطن بوست فضحت الحكومة الأمريكية فى الحرب الفيتنامية حيث أن الكونجرس لم يكن على دراية بمعلومات كانت تغير من قراره إزاء الحرب الفيتنامية واستطاعت الجريدة أن تفضح الحكومة وأن تقيلها .
هل تحمل صحفكم سوى عناوين المجد والتقديس للرؤساء ؟ هل شاشاتكم تحمل صوتا معارضا واحدا يمكن أن يخالف سياساتكم ؟. ألم يكفكم ما تشيعونه من مسلسلات هابطة وأفلام رخيصة أودت بعرى أخلاقنا وحطمت قيمنا وزرعت الانحلال والفساد فى المجتمعات العربية بأسرها . إننا فى عهد سيادتكم أيها الوزراء عرفنا الانحطاط الأخلاقي والزواج العرفى وسمعنا "بزنا المحارم" فكفاكم ذلك .
أيها الوزراء هل تريدون الشاشات تعرض صوركم دائما وتذكركم دائما وتذكر لكم فضل لن ينسى اجعلوا مؤتمركم هذا مؤتمر استقالة عن مهامكم جميعا

ليست هناك تعليقات: